العرب فرع من الشعوب السامية تتركز أساسًا في الوطن العربي بشقيه الآسيوي والإفريقي إضافة إلى الساحل الشرقي لإفريقيا وكأقليات في إيران وتركيا ودول المهجر، واحدهم عربي ويتحدد هذا المعنى على خلفيات إما إثنية أو لغوية أو ثقافية.[18][19] سياسيًا العربي هو كل شخص لغته الأم العربية ووالده عربي. وتوجد أقليات عربية بأعداد معتبرة في الأمريكيتين وفي أوروبا وإيران وتركيا. حسب التقاليد الإبراهيمية ينسب العرب إلى النبي إسماعيل، وحسب بعض الإخباريين والنسابين العرب إلى يعرب، كلا الأمرين لا يمكن إثباتهما من الناحية التاريخية. في التاريخ، فإن أقدم ذكر للفظ عرب يعود لنص آشوري من القرن التاسع قبل الميلاد، وحسب نظرية أكثرية الباحثين فإنه يعني أهل البادية، في اللغة الآشورية وعدد من اللغات السامية الأخرى.[20] البادية المقصودة هي بادية الشام في جنوب الهلال الخصيب وامتدادها، لتشمل اللفظة شبه الجزيرة العربية برمتها، والتي دعيت منذ الحقبة الإغريقية باسم العربية (باللاتينية: Arabia)، بمعنى بلاد العرب.[21] النظرية البديلة تقول أن العرب اسم علم للشعب في البدو والحضر لا مضارب القبائل فحسب،[22][23][24][25] بكل الأحوال فإن أقدم مملكة عربية حضرية غير مرتحلة هي مملكة لحيان في القرن الرابع قبل الميلاد وايضا مملكة كندة في القرن الثاني قبل الميلاد؛ مع الإشارة لكون حضارة اليمن القديم، الزراعية و غير المرتحلة أساسًا قد صنفت بشكل حضارة سامية مستقلة، أو أفرد لها تصنيف فرعي خاص هو عرب الجنوب.(2) خلال الازدهار الفكري في العصر العباسي، والمتأخر زمنيًا عن نشأة المصطلح، قالت المعاجم أن عربي تعني غير أهل البادية، وأنّ أهل البادية يدعون أعراب.[26][27] درج المؤرخون العرب حتى الأيام الراهنة بقسمة تاريخ العرب إلى قسمين، قبل الإسلام والمدعو جاهلية، وبعد الإسلام الذي تمكن فيه العرب من سيادة إمبراطورية واسعة ومزدهرة حضاريًا، خصوصًا في العهد الأموي - سواءً في دمشق أم الأندلس - والعهد العباسي - خصوصًا العهد العباسي الأول وحاضرته بغداد - هذه السيادة أفرزت أنماطًا حضارية غنية، وتمازجت مع الشعوب الأخرى المعتنقة للإسلام، وانتشر الاستعراب في عدة أقاليم أهمها الهلال الخصيب، وشمال ووسط وادي النيل، والمغرب العربي، والأهواز، وبشكل أقل سواحل القرن الأفريقي، وتعرف هذه الأقاليم باسم الوطن العربي، ويعود لمرحلة النهضة العربية في القرن التاسع عشر، بروز ملامح الهوية العربية المعاصرة. الأصول Crystal Clear app kdict.png طالع أيضًا: ساميون نسخة عن نقش قديم لفرسان آشوريين يُطاردون عرب بدويين. صورة فضائية لشبه الجزيرة العربية، الموطن الأصلي للعرب. أصول العرب عمومًا ترجع لشبه الجزيرة العربية، ويوجدون اليوم في شبه الجزيرة العربية والشام والعراق ووادي النيل والمغرب العربي عمومًا، وتوجد أقليات عربية في مناطق حدودية ضمت إلى بلدان مجاورة مثل الأحواز وجنوب تركيا (عرب تركيا)، ويوجدون كذلك بأقليات معتبرة في إرتريا وتشاد، وهناك إضافة لذلك أعداد معتبرة من العرب في دول المهجر تمثل في بعض هذه الدول نسبة كبيرة لا سيما أمريكا اللاتينية. يرى بعض الباحثين أن العرب والساميين عمومًا من الشعوب التي خرجت من شرق شبه الجزيرة العربية وتحديدًا من منطقة حوض الترسيب العربي الكبير قبل أن يصبح خليجًا. بينما تقول دراسات حديثة أخرى أن الساميين نشؤوا في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط حوالي 4,000 ق.م. ومن ثم نزحوا إلى الجزيرة العربية وإثيوبيا لاحقًا.[28] ويذكر ابن خلدون قوم ثمود وعاد في كتابة "تاريخ ابن خلدون" ما يوحي له بذلك وهو يتكلم عن العرب القدماء فيقول: «إنهم انتقلوا إلى جزيرة العرب من بابل لما زاحمهم فيها بنو حام فسكنوا جزيرة العرب بادية مخيمين ثم كان لكل فرقة منهم ملوك وآطام وقصور..»، ويقول: "فعاد وثمود والعماليق وأُميم وجاسم وعبيل وجديس وطسم هم العرب". طبقات العرب Crystal Clear app kdict.png مقالات مفصلة: عرب بائدة عرب عاربة عرب مستعربة أبناء نوح، من اليمين إلى اليسار: يافث أبو الروم، حام أبو الحبش، وسام أبو العرب، في لوحة فنية لجيمس تيسو. نسبت التوراة جميع العرب الى اسماعيل بن إبراهيم قبائل قيدار وقديم وجندبو وسبأ وثمودي والنبط ومسئا و تيماء ولحيان وديدان ومدين ومبسام ومشماع وحدار وبطور ونافيش وقدمة وابئيل ودومة وقد ذكرت هذه القبائل البدوية في النصوص الآشورية منتشرين من الجزيرة العربية الى مصر الى حدود آشور. وقد اشتهروا بالتجارة عبر الصحراء ما بين كنعان ومصر وقد ورد اسم إسماعيل في الكتابات البابلية في وثيقة من عهد حمورابي (1792 ق.م-1750ق.م) وفيها اسم أهوبا بن إسماعيل بصفته شاهداً على وثيقة تجارية.[29] نابط او نبط هو الابن الاكبر لإسماعيل, كانت قبيلة النبط تنتشر في النقب وسيناء منذ القرن الرابع قبل الميلاد، ذكروا في النصوص الآشورية انهم يعيشون على مقربة من قبيلة قيدار، استطاعو تكوين مملكة الانباط حكمت النقب والأردن وتمددت الى مدينة الحجر شمال الحجاز بعد القضاء على مملكة لحيان. قيدار وهو الابن الثاني لإسماعيل، كما أنه اسم لقبيلة اسماعيلية استوطنت في حوران وضواحيها في جنوبي بلاد الشام وشمالي الحجاز. وتصف التوراة القيداريين بأنهم سكان بادية يعيشون في خيام سوداء قرب اورشليم وانهم رعاة أصحاب مواش يجوبون بها المناطق الرعوية ويصلون إلى مدينة صور الكنعانية ليتاجروا هناك. وقد عبدت قيدار الأوثان ذاتها التي عبدها العرب قبل الإسلام. ويبدو أن قبائل القيداريين البدوية الرعوية شديدة الترحال لم تستقر لفترة طويلة في مكان معين، بل جابت المنطقة الواسعة الممتدة بين شرقي مصر وفلسطين وشرقي الأردن بحثاً عن الماء والكلأ. وفي رواية تاريخية أن قيدار كانت لا تزال في المنطقة الواقعة شرقي مصر في القرن الخامس ق.م. وفي النصوص الآشورية من القرن السابع ق.م. أن كلمة قيدار ترادف العرب، فكان حزائيل ملك قيدار يسمى ملك العرب كذلك، وقد استطاع سنحاريب الآشوري الانتصار على حزائيل القيداري وسلب كثيراً من الأوثان العربية التي عبدها القيداريون. وتجاه ضغط الأشوريين تحالفت قيدار مع قبيلة النبط الإسماعيلة (الأنباط). ويظهر من النصوص المسمارية أن القيداريين كانوا شعباً قوياً أعرابياً ، ويعتنون بتربية المواشي، وقد وصفت التوراة خيامهم بأنها خيام سود يعيشون قرب اورشليم، وبينهم الحضر سكان المدن وسكان المناطق الصخرية.[30] صنّف معظم علماء الأنساب والإخباريين الشعوب العربية في طبقتين: بائدة وباقية.[31] ويُعنون بالبائدة، القبائل العربية القديمة التي كانت تعيش في شبه الجزيرة العربية ثم بادت قبل الإسلام، وانقرضت أخبارها بفعل عاملين: الأوّل هو تغيّر المعالم الطبيعية الناتج عن الرمل الزاحف الذي طغى على العمران القديم في أواسط شبه الجزيرة العربية وفي الأحقاف في الجنوب. أما الثاني فهو ثورات البراكين وما ترتّب عليها من تدمير المدن.[32] ويُطلق على هذه الطبقة اسم "العاربة" إما بمعنى الرساخة في العروبية أو المبتدعة لها بما أنها كانت أوّل أجيالها، وتُسمّى بالبائدة أيضًا بمعنى الهالكة؛ لأنه لم يبق على وجه الأرض أحد من نسلها، وهي تعتبر مادة العرب وأرومتها، وأقدم طبقاتها وأوّل من تكلّم بالعربية،[33] وقبائلها هي: عاد، وثمود، وعمليق، وطسم، وجديس، وأُميم، وجاسم. وقد يُضاف إليهم أحيانًا: عبيل، وجرهم الأولى، ودبار، ويرجعون بنسبهم إلى سام بن نوح.[31] خريطة لشبه الجزيرة العربية تُظهر موطن بعض العرب البائدة (ثمود والعماليق)، وبعض مدائن العرب الباقية (عدا دمشق وبابل). وأمّا العرب الباقية الذين يُسمون أيضًا بالمتعربة والمستعربة، فهم بنو يعرب بن قحطان، وبنو معد بن عدنان بن أد، الذين أخذوا اللغة العربية عن العرب البائدة. وقد تعرّب قحطان وجماعته عندما نزلوا اليمن، واختلطوا بالناس هناك، وفي رواية بأن يعرب كان يتكلّم السريانية، فانعدل لسانه إلى العربية، فتعرّب.[34][35] وهؤلاء يُعتبرون العرب الباقين الذين يُشكلون جمهرة العرب بعد هلاك الطبقة الأولى، وهم الذين كُتب لهم البقاء، وينتمي إليهم كل العرب الصرحاء عند ظهور الإسلام، ويرجعون بنسبهم إلى سام بن نوح. وهناك تقسيم آخر يُصنّف العرب في ثلاث طبقات: العرب البائدة، والعرب العاربة، والعرب المستعربة، ويُطلق على الطبقتين الأخيرتين اسم "العرب الباقية". فالعرب العاربة هم الذين انحدروا من نسل قحطان أو يقطان، كما ورد في العهد القديم،[36] وهو أوّل من تكلّم بالعربية، وهم يُعتبرون العرب ذوي الأصالة والقِدم. وهؤلاء هم القحطانية من حمير وأهل اليمن وفروعها الذين يمثلون أهل جنوب بلاد العرب، في مقابل العرب المستعربة، وهم المعديون الذين انحدروا من ولد معد بن عدنان بن أد، وسكنوا نجد والحجاز والشمال، وينحدرون من إسماعيل بن إبراهيم، ولم يكونوا عربًا فاستعربوا، وسُموا بالمستعربة؛ لأن إسماعيل عندما نزل مكة كان يتكلم العبرانية أو الآرامية أو الكلدانية، فلمّا صاهر اليمنية تعلّم لغتهم العربية.[37] ويُقسم ابن خلدون العرب إلى أربع طبقات متعاقبة في المدى الزمني: العرب العاربة وهم البائدة، ثم العرب المستعربة وهم القحطانية، ثم العرب التابعة لهم من عدنان والأوس والخزرج والغساسنة والمناذرة، ثم العرب المستعجمة وهم الذين دخلوا في نفوذ الدولة الإسلامية.[37][38] والواقع أن هذا التقسيم بين العرب العاربة والعرب المستعربة مردّه ما ورد في العهد القديم، وقد نهل منه من عُني بأخبار بدء الخلق، ثم اتفق النسابون والإخباريون على تقسيم العرب من حيث النسب إلى قسمين: قحطانية، منازلهم الأولى في اليمن، وعدنانية، منازلهم الأولى في الحجاز.[39][40] بالمقابل لم يُفرّق القرآن بين العرب في طبقاتهم، ويشير إلى أنهم ينحدرون من جد واحد هو إسماعيل بن إبراهيم: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ﴾. كذلك لم يرد في الشعر الجاهلي ما يُشير إلى تقسيم العرب إلى قحطانية وعدنانية سوى أبيات قيلت في التفاخر بقحطان أو بعدنان، ثم أن هذا الشعر لا يرقى إلى عصر الجاهلية الأولى؛ لأن معظمه قيل قبيل الإسلام، كما أن علماء الأجناس لم يلاحظوا فروقًا جثمانية بين القحطانيين والعدنانيين.[41] ولم يظهر هذا الانقسام في حياة النبي محمد ولا أثناء عصر صدر الإسلام وعهد الخلفاء الراشدين، وإنما برز في العصر الأموي من واقع النزاع الحزبي وبعد شيوع نظرية العهد القديم في الأنساب واستناد النسابين في رواياتهم إلى أهل الكتاب،[42] والراجح أن أصل العداء مرده إلى النزاع الطبيعي بين البداوة والحضارة.[43] أصل التسمية رود لفظ عربي عرابي اعراب عريبي عريبو عربايا في النصوص المسامرية والسبئية وكانت الكلمة تعني البدو، وكان السبئيين في اليمن يسمون البدو باسم اعراب سبأ او عرب سبأ، وكانت الجزيرة العربية تسمى ماط عربي (ارض العرب) في النصوص المسامرية من نص الملك الآشوري شلم نصر الثالث (858-824 ق.م).[44] رسم تخيلي من سنة 1820، للنبي إسماعيل وامه هاجر بعد أن خرجا إلى الصحراء. يعتبر العرب والمؤرخين القدماء أن إسماعيل هو أوّل من تكلّم بالعربية الخالصة، عندما بلغ أشدّه. المقصود بالعرب سكّان المنطقة الواسعة الذين أعطوها اسمهم فصارت تُعرف ببلاد العرب، واختلف علماء اللغة في مدلول هذه الكلمة الاصطلاحي من حيث اللفظ ومصدر الاشتقاق، وعلى الرغم من كثرة التفسيرات اللغوية، فإن أبرزها ما يلي:[45] التزم الكُتّاب العرب الأوائل عند دراستهم تفسير كلمة "عرب"، بمنهجهم التقليدي في علم الأنساب، فالعربية منسوبة إلى يعرب بن قحطان، مشتقة من اسمه، فهو أوّل من أعرب في لسانه، وتكلّم بهذا اللسان العربي،[46] وتعلّمها إخوته وبنو عمومته منه، وكانوا قد تركوا بابل ليقيموا بجواره في اليمن، وهؤلاء هم القحطانيون. ويذكر العدنانيون أن أوّل من تكلّم بالعربية الخالصة، الحجازية التي أنزل عليها القرآن، هو النبي إسماعيل بن إبراهيم، وكان عمره آنذاك أربع عشر سنة، وهو جدّ العرب المستعربة.[47] إن كلمة "عرب" مشتقة من الفعل "يُعرب"؛ أي: يُفصح في الحديث، وأصبحت تدل على العرب كجنس لفصاحتهم في اللسان، فيُقال: رجلٌ معرّب إذا كان فصيحًا، ورجل عربي اللسان إذا كان فصيحًا.[48] سُمي العرب عربًا نسبة إلى بلدهم "العربات"، وعربة هي مكة، وباحة العرب، ودار أبي الفصاحة إسماعيل بن إبراهيم. وقال الكُتّاب: «وأقامت قريش بعربة فتنخّت بها، وانتشر سائر العرب في جزيرتها، فنُسبوا كلهم إلى عربة؛ لأن أباهم إسماعيل بن إبراهيم، نشأ وربّى أولاده فيها، فكثروا، فلمّا لم تحتملهم البلاد انتشروا، وأقامت قريش بها».[48] إن كلمة "عرب" مُشتقة من أصل سامي قديم بمعنى "الغرب". فقد أطلق سكّان بلاد ما بين النهرين اسم "عريبي" على الأقوام الذين كانوا يقيمون في البادية الواقعة إلى الغرب من بلادهم،[49] وهي بادية العراق والمسماة بهذا الاسم.[50] وادي العربة، أحد الأماكن التي يُحتمل أن تكون قد أعطت اسمها للعرب. يرى بعض الباحثين المحدثين أن كلمة "عرب" مشتقة من الكلمات العبرية التالية ذات الصلة بالبداوة والبادية:[51] "أرابا"، وتعني الأرض الداكنة،[50] أي المغطاة بالكلأ، ويُشير هذا المعنى إلى حالة إجتماعية قائمة على التنقل والترحال وراء موارد العشب.[52] "إرب"، ومعناها الحريّة وعدم الخضوع لنظام ما،[50] وهذه من صفات البدو. "عابار"، بمعنى التنقل من مكان إلى آخر،[50] وقد ارتبط هذا المعنى بالبداوة من واقع أن العرب أنفسهم استعملوا هذه اللفظة ليميزوا البدو من سكان المدن والقرى الناطقين بالعربية. "عرابة"، بمعنى الجفاف والصحراء،[50] ومنها تسمية وادي العربة الممتد من البحر الميت إلى خليج العقبة.[53] وتتبّع المستشرقون وعلماء التوراة المحدثون، تاريخ هذه اللفظة ومدلولها في اللغات الساميّة القديمة، ووجدوا أن أقدم نص وردت فيه كلمة "عرب" هو نص آشوري يرجع إلى عام 853 ق.م، إذ ورد في نص للملك شلمنصّر الثالث أشار فيه إلى أحد زعماء الثوّار الذين تغلّب عليهم واسمه "جنديبو العريبي"، الذي تحالف مع ناصر بيرابدري الدمشقي ضده في معركة كركر.(3) وقداتخذت اللفظة عندهم معنى البداوة وإمارة أو مشيخة، كانت تحكم في البادية المتاخمة للحدود الآشورية من قِبل أمير يُدعى "جنديبو"؛ أي: جندب.[54] ووردت في الكتابات البابلية كلمة "ماتوعرابي"، ومعناها: أرض العرب، وكانت تحفل بالأعراب. وظهرت للمرة الأولى في عام 530 ق.م لفظة "عرباية" في نص فارسي مكتوب باللغة الأخمينية، في نقش بهستون للشاه دارا الأول الكبير، وقصد الفرس بها البادية الفاصلة بين العراق والشام بما فيها شبه جزيرة سيناء.[55] واقتبس العبرانيون كلمة "عرب" من الآشوريين والبابليين واستعملوها بالمعنى نفسه؛ أي: القفر والجفاف،[56] ووردت لفظة "عربية" و"عربة" وبلاد العرب في العهد القديم بمعنى البداوة والقفر: ولا تعمر إلى جيل فجيل ولا يضرب أعرابي فيها خيمة.[57][أشعياء 20/13] وذكرت التوراة الأقسام الشمالية من شبه الجزيرة العربية، أكثر من الأقسام الجنوبية، وكانت كلمة "أعرابي" تعني لليهود: سكّان القفار المتنقلين أكثر مما تعني سكّان المراعي الذين يتحضّرون ويستقرون، وبخاصة المتنقلين منهم قرب الهلال الخصيب.[57] ومما يؤيد هذه التفسيرات ورود كلمة هاعرابة في العبرية، ويُراد بها وادي العربة الممتد من شمالي البحر الميت أو بحر الجليل إلى خليج العقبة، وتعني هذه اللفظة بالعبرية: القفر والجفاف، وحافة الصحراء، والأرض المحروقة؛ أي: معاني ذات صلة بالبداوة والبادية، وأطلق العرب على هذه المنطقة اسم العربة وتقيم فيها قبائل بدوية شملتها هذه اللفظة.[58] وفرّق العبرانيون في التسمية بين الحضر والبدو، إذ عندما يذكرون الحضر يسمونهم بأسماء قبائلهم أو بأسماء المواضع التي ينزلون فيها. أما تعميم كلمة عرب على سكّان شبه الجزيرة العربية فقد جاء متأخرًا على أثر احتكاك العبرانيين بالقبائل التي كانت تقيم في البادية.[58] ووردت كلمة "عرب" عند الكتّاب الإغريق منذ أواخر القرن السادس قبل الميلاد، وأوّل من ذكرها أخيلوس (525-456 ق.م) في معرض كلامه على جيش الملك الفارسي خشایارشا الأول، حيث أشار إلى اشتراك قائد عربي في هذا الجيش، كان مشهورًا في قومه،[20] ثم ذكرها الملك حيرود الكبير في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد، وقد أطلق كلمة العربية على البادية وشبه الجزيرة العربية كلها بما فيها صحراء سيناء والأراضي الواقعة إلى الشرق من نهر النيل.[59] وأضحى هذا اللفظ شائعًا بعد ذلك عند جميع الكتّاب الإغريق والرومان، وصارت كلمة العربية عَلَمًا على الأراضي المأهولة بالعرب والتي تغلب عليها الطبيعة الصحراوية، وكلمة عربي عَلَمًا على الشخص الذي يقيم في تلك الأراضي من بدو وحضر.[60] ولم ترد هذه الكلمة في المصادر العربية الأثرية إلا متأخرة، فقد ورد اسم العرب في نص عربي شمالي يعود تاريخه إلى عام 328م، نُقش على شاهد قبر خاص بامرئ القيس بن عمرو ملك الحيرة، كما وردت كلمة "أعرب" في نص جنوبي بمعنى "أعراب"، ولم يُقصد بها قومية، أي علم لهذا الجنس المعروف الذي يشمل كل سكّان بلاد العرب من بدو وحضر، وذلك بفعل أن أهل المدن والمتحضرين كانوا يُعرفون بمدنهم أو بقبائلهم، وكانت مستقرة في الغالب.[60] نقش النمارة، هو شاهد قبر امرئ القيس بن عمرو ملك الحيرة يصف فيه نفسه بأنه "ملك العرب": «تي نفس مر القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو أسر التج وملك الأسدين ونزرو وملوكهم وهرب مذحجو عكدي وجا بزجي في حبج نجران مدينة شمر وملك معدو ونزل بنيه الشعوب ووكلهن فرسو لروم فلم يبلغ ملك مبلغه عكدي. هلك سنة 223 يوم 7 بكسلول بلسعد ذو ولده».(4) عرف اليونان واللاتين والأوروبيون في العصر الحديث، العرب باسم "السراسنة" أو "ساراسين"، وأطلقوه على قبائل عربية كانت تقيم في بادية الشام وسيناء وفي الصحراء المتصلة بأدوم.[61] واختلف العلماء لدى البحث في أصل التسمية، فقال بعضهم أنها مشتقة من "سرق"، فهي "السراقين" أو "السارقين" بمعنى اللصوص، ويُراد بهم بدو الصحراء نظرًا لكثرة غزوهم، أو من "شرق"، ويُراد بها الأرض التي تقع شرقي النبط، أو من "شرقو"، وتعني "سكّان الصحراء".[62] وسمّى الروم البيزنطيون العرب "ساراقينوس" بمعنى "عبيد سارة"، ضغنًا منهم على هاجر وابنها إسماعيل بفعل أنها كانت أمة لسارة، على الرغم من إنكار الإمبراطور البيزنطي نقفور فوقاس ذلك.[63] ويوضح بطليموس في جغرافيته هذه التسمية إذ يُطلق اسم "السركنوا" على إقليم "الثاديتاي" وهي المنطقة الواقعة جنوبي الإقليم الذي تنزل فيه قبيلة طيء بين منطقة الشراة وصحراء النفوذ. واستنادًا إلى هذا التوضيح يصبح إقليم السركنوا واقعًا في النصف الشمالي الغربي من المنطقة التي تُعرف في الوقت الحاضر باسم شُمّر، وكان هذا الاسم يُطلق على جميع البدو من العرب الذين يسكنون مملكة الأنباط في البادية العربية.[64] عرف السريان العرب باسم "طيايي" (ܛܝܝܐ) نسبة إلى طيء، أكبر تحالف قبلي عربي في الصحراء السورية وبادية الموصل قبل وصول الغساسنة.[65] وانتقلت التسمية إلى الفهلوية (" |
About us|Jobs|Help|Disclaimer|Advertising services|Contact us|Sign in|Website map|Search|
GMT+8, 2015-9-11 20:14 , Processed in 0.159098 second(s), 16 queries .